الأربعاء، 13 يونيو 2012

التهجير .........وحلم الدولة العلوية




التهجير ........... هذا العنوان العريض في الشكل المروع في المضمون ، لم يكن ليتصور أبداً بأن يحدث على الأرض السورية ، ولكنه بات بالفعل سياسة ممنهجة ومخططة من قبل الحالمين بإقامة الدولة العلوية على أرض سوريا التاريخية.
التهجير هو ممارسة مرتبطة بالتطهير، وهو إجراء تقوم به الأنظمة الإجرامية تجاه مجموعة عرقية  أو  دينية  معينة بهدف إخلاء أراضي  الدولة لفئة أخرى من المواطنين ويمكن اعتباره نوع من أنواع العقاب الجماعي بحق مجموعة بشرية أو نوع من أنواع التطهير العرقي على أساس ديني أو مذهبي أو اثني.

إن كل متابع للشأن السوري بات يلاحظ أن النظام السوري المجرم يستهدف في قصفه للمناطق المختلطة وخاصة المناطق التي يتواجد فيها السنة والعلويين بشكل ممنهج ، هدفه تهجير الأهالي والسكان من السنة و دفع أهالي من الطائفة العلوية للاستيطان في المناطق المطهرة.

إن تصاعد وتيرة القصف دفعت الكثير من أهالي هذه المناطق لهجر بيوتهم وأراضيهم لمناطق أكثر أمنا ، ولقد سهل النظام في الفترة الأخيرة خروج هؤلاء من ممرات آمنة باتجاه الأراضي التركية بعد أن أزال الألغام التي زرعها من منطقة محددة وتركها من غير حراسة مما دفع المهربين لتهريب المهجرين عبر هذه الممرات للمخيمات التركية المقامة خصيصاً للاجئين السوريين  حيث وصلت أعدادهم إلى ألف مهجر يومياً.
باتت حمص اليوم خاوية على عروشها في المناطق المهجرة والتي بدأت من حي باب عمرو حتى وصل التهجير لمناطق حمص القديمة ، وحسب آخر الإحصاءات تم تهجير أكثر من 700 ألف مواطن من بيوتهم أي أكثر من 85% من سكان حمص ، كما لوحظ استيطان عائلات علوية مكان العائلات السنية بمساعدة وتحريض من النظام السوري المافيوي.
لم تسلم قرى حمص من التهجير وخاصة المناطق القريبة من تواجد القرى العلوية وامتدت هذه العملية لتشمل ريف حماه وريف إدلب وريف حلب القريب من طريق حلب اللاذقية وطبعا لن ننسى قرى اللاذقية وليس آخرها مدينة الحفة التي تم تهجير أكثر من نصف أهلها.
ولا يزيدنا دهشة إلا تصريح المتحدثة باسم بعثة مراقبي الأمم المتحدة التي قالت بأنها "تحاول التوسط من اجل إجلاء العائلات المحاصرة في حمص" 
هذه سياسة التهجير القسري التي تتبعها العصابة المافيوية الأسدية بالتآمر مع المجتمع الدولي سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، ستؤدي بالنهاية إلى تفجير الوضع السوري بأكمله لأن الشعب السوري لن يحتمل أكثر من ذلك فقد عض على الظلم مدة طويلة وفاق صبره كافة التوقعات.
على المجلس الوطني السوري التنبيه إلى هذه المخاطر ، ومناشدة المؤسسات الحقوقية الدولية إلى خطر التهجير الممنهج الممارس من قبل هذه العصابة وتحويل هذا الملف إلى محكمة الجناية الدولية التي تعتبر التطهير العرقي جريمة ضد الانسانية.
إن حلم إقامة الدولة العلوية الذي يراود الكثير من العلويين سيبقى حلم لأن ليس له أي أساس تاريخي أو أيديولوجي أو جيوسياسي.
لذلك أقول لمثل هؤلاء ليس لكم سوى سوريا الموحدة حاضنناً ومستقراً وعليكم أن تؤمنوا بأن بدولة المواطنة في سوريا الحرة الديمقراطية المدنية التعددية التي تكفل جميع الحقوق وتقر جميع الواجبات لكافة مواطنيها على أسس العدالة والمساواة أمام القانون.

عاشت سوريا حرة أبية

السوري الثائر

السبت، 9 يونيو 2012

قراءة في الموقف الروسي من الثورة السورية



قرأت كثيرا من التحليلات والمقالات التي تحلل الموقف الروسي من الأزمة السورية وهذا التمسك الغريب بنظام بشار الأسد ودعمه حتى النهاية.

فمنهم من يعتبر ذلك الموقف ينطلق من المصالح الروسية في موضوع السلاح الروسي والقاعدة البحرية في طرطوس ( طبعا لا يوجد قاعدة عسكرية بحرية بالمعنى العسكري المعروف في طرطوس وإنما مجرد انتشار بعض القطع البحرية الروسية الغير فاعلة عسكريا) وبعض المصالح الاقتصادية ( من المعروف أن المصالح الاقتصادية بين روسيا وسوريا لا تتجاوز عتبة المليار دولار وهو مبلغ زهيد بالنسبة لروسيا) ، ومن هذا المنطلق تريد روسيا الحفاظ على مصالحها في سوريا، متناسين ( المحللين ) أن كل ما ذكر لا يشكل رافعة لروسيا للوقوف بوجه العالم المتحضر في دعم نظام متهاوي كالنظام السوري ومعاداة شعب كامل لهم معه علاقات تاريخية ممتدة منذ عقود.

ومنهم من يتجه في التحليل إلى إضافة ايران على خط المصالح الروسية ويبني تحليله على تقاطع المصالح الكبير بين البلدين وضغط ايران على روسيا من أجل حماية النظام السوري وبالتالي تحتفظ روسيا بمصالحها وربما تحظى بالمزيد ( متناسين أن ايران بالكاد تستطيع الحفاظ على مصالحها مع روسيا وبأنها هي من يريد الحماية وهي من بحاجة للروس والصنيين وليس العكس)

ومنهم من يقول أن روسيا لا تفكر بشكل تكتيكي وإنما تربط مصالحها بأمور استراتيجية تريد أن تقايض الملف السوري بملفات استراتيجية أخرى بيد الغرب كملف الدرع الصاروخي، متناسين أن الغرب غير مستعد أن يقايض بمصالحه الاستراتيجية حتى ولو فني الشعب السوري بأكمله.

ومنهم من ينطلق من مبدأ صراع الحضارات ويقول أن روسيا تريد بناء تحالف حضاري مع الصين ودول أخرى كالهند والبرازيل في وجه الحضارة الغربية وتريد إثبات ذلك في أول فرصة لهم وثاقبت هذه اللحظة الأزمة السورية ، متناسين التناقضات الهائلة بين أعضاء حلف بريكس فالهند تعتبر الصين منافسها اللدود ،والصين بالمقابل تعتبر الاقتصاد هو منفذها إلى العالم مختلفتة بذلك عن روسيا التي تعتبر التوازن العسكري هو ما يخلق لها هذه المكانة والبرازيل خارج هذا السرب وجنوب افريقيا راقدة في حضن الغرب ولن تخرج منه.
فما هو السر إذا وراء هذا الموقف الروسي، وبالطبع يجب أن نضيف إليه الموقف الصيني ؟
برأيي السر يكمن في نقطتين وهما :
النقطة الأولى تكمن بالثورة السورية نفسها ، فانكسار النظام السوري وسقوطه هو الكابوس الأكبر الذي تخاف منه روسيا والصين ، فهذا النظام هو ربيب أجهزة الاستخبارات الروسية وغيرها من الأنظمة الشيوعية البائدة المستبدة ، فإذا سقط من خلال ثورة شعبية ماذا يعني ذلك بالنسبة لهم ؟؟؟
ذلك الزعر الذي أتكلم عنه الذي بدا جليا على وجوه المسؤولين الروس عندما بدأ الربيع الروسي في ساحات الحرية في موسكو ، والخوف من أن تمتد هذه المظاهرات لتشمل الجمهوريات الروسية المختلفة لكي تطالب بحقوقها وليس آخرها حق تقرير المصير الذي يكفله القانون الدولي ، وهنا نذكر بالقانون الأخير الذي أصدره البرلمان الروسي المتعلق بالحد من التظاهر والتضييق على التجمعات.
لا نستثني طبعا الصين هنا ، وخاصة عندما نشرت مدرعاتها العسكرية في الساحات الكبرى بشكل مخفي تحسبا لأي مظاهرات متوقعة وخاصة بعد أن انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعية الخاصة بالشعب الصيني الدعوة للتظاهر ضد نظام الاستبداد والطغيان مما دفع النظام الصيني لإغلاق آلاف المواقع الصينية كخطوة تهدف لمنع انتشار مثل هذه الدعوات.
إن نجاح الثورة السورية هو الهاجس الحقيقي للروس ومن أجل هذا يسعون لإجهاضها بشتى الطرق والوسائل ، وكلما زاد الضغط على النظام يحاول الروس إنقاذه بخطة أو بمهلة أو بمؤتمر مع بقاء الدعم اللوجستي والسياسي المعلن والخفي.

النقطة الثانية تكمن في الموقف الدولي من الأزمة السورية ، حيث يسعى الغرب إلى تكريس النموذج الليبي في حل مثل هذه الأزمات ، أي مبدأ التدخل العسكري في الدول التي تعجز عن حماية مواطنيها أو التي يتعرض فيها المدنيين للخطر وتعجز حكومتهم من حمايتهم أو قد تكون هي السبب المباشر في الخطر المتسبب لهم.
هذا المبدأ يصيب روسيا والصين بالرعب ، فكما شرحت في النقطة الأولى كيف أن روسيا متخوفة من انتفاضة شعبية واسعة ضد الاستبداد والطغيان وقمع الحريات ( طبعا الصين متخوفة أكثر كونها دولة شمولية ) فهي تتوقع بشكل أو بآخر بحدوث هذه الانتفاضة عاجلا أوآجلا ، ولذلك تتحضر روسيا لمثل هذا السناريو وللأسف لن تختلف طريقة المعالجة عن باقي الأنظمة الاستبدادية ، وعليه من المتوقع سقوط الكثير من الضحايا المدنيين ومن هنا سيسعى المجتمع الدولي إلى التمسك بمبادئ الحرية والعدالة وحماية حقوق الإنسان وستكون مدخلا للتدخل بالشؤون الداخلية من وجهة نظرهم ولن يسمحوا بهذا أبدا ، رغم أنني اتوقع انتقال الربيع العربي إلى الجمهوريات الروسية المترامية الأطراف ونيلها حقوقها خلال مدة لا تتجاوز عشرة أعوام.
إن الحسابات الروسية قائمة الآن على احتمالات كبيرة بفشل الثورة السورية ولن يغير موقفها إلا التغيرات على الأرض بالمعنى العسكري ، لذلك على الثورة السورية إثبات جدارتها على الأرض كي تستطيع انتزاع حقوقها ، وغير ذلك يعتبر مضيعة للوقت.

عاشت سوريا حرة أبية
السوري الثائر



الأحد، 3 يونيو 2012




تمخض الجبل فانجب فأراً

تعودنا من " سماحته " الرصانة والاتزان .... فما الذي تغيير حتى طالعنا السيد بخطابه الأخير وخاصة الجزء المتعلق بالشأن السوري عندما خاطب الخاطفين " بدكم انحل بالحرب بالحرب ، بدكن انحل بالسلم بالسلم ، بدكن انحل بالحب بنحل بالحب ....."
رغم أنني لا أعرف ما كان يقصد السيد بكلمة الحل بالحب ، إلا أنني متأكد تماما أن استخدام كلمتي الحرب والسلم هي بين الأعداء فقط.
فهل فعلاً كشف السيد عن تقيته في محاربة الشعب السوري المظلوم والوقوف مع الظالم ودعمه حتى النهاية؟
هل أخطئ السيد في حساباته الاستراتيجية ؟؟!!!! أم أن الموضوع أكبر منه ومن حساباته؟؟؟
إن كل متابع للشأن السوري وتدخل ما يسمى ب " حزب الله " في دعم الاستبداد مقابل الحرية  وعدم النأي بالنفس " عن ما يحدث في سوريا كما فعلت الكثير من فصائل المقاومة الفلسطينية ، والتي قدر الشعب السوري مواقفها ، أدى إلى تدهور مدمر وهائل في مكتسبات الحرب النفسية والمعنوية والبروباغندا الإعلامية التي اكتسبها الحزب المذكور خلال عقدين من الزمن ، فهل الثمن كان مجزياً!!!!!
كم على الحزب العمل من أجل الوصول إلى ما كان عليه قبل 15 آذار 2011 عندما انطلقت الثورة السورية المباركة؟؟؟
بمجرد حسبة بسيطة يتبين لنا أن خسائر ما يسمى " حزب الله " غير قابلة للاسترداد ، لا على الصعيد المحلي ولا على الصعيدين السوري والعربي ،فأسطورة المقاومة والممانعة تكسرت على صخرة الطائفية الضيقة.
عندما كنا نتغنى بانتصارات المقاومة ونعتبرها انتصاراً للأمة ، كان العدو معروف، أما الآن فأصبح العدو مختلف حيث أصبح يهدد بالحرب تارة أو السلم تارة أخرى.
فهل كانت زلة لسان ؟؟؟ أم أن من يعرف زعيم ما يسمى " حزب الله يدرك تماما أنها لم تكن زلة لسان أبداً.
والسؤال الحقيقي المطروح هنا : هل تدرك الأمة ما يلوح بالأفق ، أم ستظل منتشيه  بأسطورة تهاوت على عروشها كأنها نخلة خاوية؟؟
عاشت سوريا حرة أبية
السوري الثائر