من طفس إلى اعزاز .......... رحلة مواقف (1)
همت على وجهي في سواد الليل أنا وبعض المنشقين عن آلة
التدمير والقتل من اللواء 15 كتيبة الصواريخ التي ارتكبت مجزرة مروعة بحق مدينة
انخل بتاريخ 21/6/2012 ، اتجهنا نحو الجنوب فمنهم من اتجه إلى جاسم ومنهم إلى
الشيخ مسكين ولكن الخيار الأنسب بالنسبة لي هو إلى طفس حيث يقطن رفيق الدرب
والسلاح " خليل"
وصلت إلى طفس حيث استقبلني حاجز للجيش الحر حققوا معي
عندما عرفوا أنني مجند منشق عن كتائب الأسد وأخبرتهم أني أقصد منزل صديقي في طفس الحرة
حيث أرشدوني إليه.
عندما شاهدت خليل دمعت عيناي لأنني لم أشعر بالدفء منذ
مدة طويلة منذ غادرت مدينة اعزاز في شمال حلب ، مدينتي الغالية.
كانت سعادة خليل لا توصف عندما شاهدني، استقبلني في
منزله 3 أيام ولكن الشوق والحنين لحضن أمي ألزمني أن أطلب منه أن يساعدني في
العودة لمدينتي المحررة.
وهنا بدأت رحلة لم أتخيل يوما بأنني سأمر بها في حياتي.
من طفس إلى اعزاز ........ ماذا اسميها .......... هل
أسميها رحلة الثورة السورية ........... أم اسميها رحلة أبطال الجيش الحر
........أم اسميها رحلة مواقف.
ربما كان الاسم الأخير يعكس جزء مما جرى معي في تللك
الرحلة ، لأنني سأركز على المواقف التي تعرضت لها أكثر من أي شيء آخر.
لقد بدى واضحا لي أن الجيش الحر بات يسيطر على أغلب
المناطق الريفية في سوريا ويستطيع التنقل فيها بحرية .
هذا ما وجدته من خلال رحلتي التي استمرت سبعة أيام برفقة
زميل الدرب والسلاح " خليل " الذي حولته الثورة إلى شخص غريب عني أجد
نفسي أحيانا بحاجة إلى الكثير من الشرح والتفسير لأغلب المواقف التي تعرضنا لها في
رحلتنا هذه.
لقد بدأت رحلتنا من مستودع مهجور حيث كانت شاحنة صغيرة
بانتظارنا ، فاجئني خليل بالقول أنه علينا أن نركب تلك الشاحنة ونسلك طرقا زراعية
وأن نتجنب الطرقات الرئيسة ، ولكن ما فاجئني أكثر هو حمولة الشاحنة التي كانت تذخر
بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفية والذخائر وبعض القنابل اليدوية.
أتريد مني أن أركب معك مع كل هذه الذخائر والأسلحة؟!!!
إنك كنت تريد أن تصل إلى بيتك عليك أن تأتي معي ، بتلك
البساطة ومع ابتسامة خفيفة باردة ارتسمت على محياً بت لا أعرفه رغم الذكريات
والأيام والليالي الطويلة التي عشناها سويا في حلوها ومرها.
انطلقنا عبر القيافي سويا وكانت وجهتنا نحو ريف حمص إلى
مدينة القصير تحديدا ، حيث كان ينتظرنا أحد قادة الكتائب التابعة للجيش الحر هناك.
استوقفنا حاجز قبل أن نصل إلى مقصدنا ويبدو أنه تابع
لكتبية أخرى غير التي كنا نقصدها ، وطلبوا منا الترجل من الشاحنة ففعلنا، وقالوا
لنا بأننا في ضيافتهم حتى يأتي قائدهم ليعرف منا بالضبط إلى أين وجهتنا بالتحديد.
كانت هذه الكتيبة مؤلفة من عدد لا يستهان به عدة وعديداً
، سألت أحدهم من أين تأتون بالسلاح؟ فأجابني والانزعاج باد على وجهه : من أمثالكم
.. وغادر مسرعا كأنه لا يريد أن يجيب عن أي سؤال آخر.
هنا التفت إلى صديقي مستوضحا..... فقال لي خليل : عليك
أن لا تتكلم كثيرا هنا.
قلت له ماذا كان يعني ؟؟
قال لي في المساء سأخبرك كل شيء ....اسكت الآن أرجوك
انتظرت حلول الظلام بفارغ الصبر كي يجيبني خليل عن
تساؤلاتي، وتلقف لهفتي وأومأ برأسه بأنه سيتكلم كما وعدني، ( هذا خليل الذي عرفته
من قبل ).
هؤلاء كتائب منفصلة عن الجيش الحر وغير تابعين له وقد
أقاموا حواجز للتفتيش ، بتلك العبارة بدأ خليل قصته عن موقف من مواقف رحلتنا.
وللرحلة بقية
عاشت سوريا حرة أبية
السوري الثائر

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق