الخميس، 2 أغسطس 2012

لمن الولاء اليوم؟؟؟؟




مرت خمسون عاما عجافاً على سوريا أفسدت الحرث والزرع والضرع ، أفسدت الحجر والبشر بعد سنوات من الانتعاش الاقتصادي والسياسي حتى باتت توصف سوريا في خمسينيات القرن الماضي "يابان الشرق الأوسط ".
بإمكانك حرث الأرض وبإمكانك زراعتها مرة أخرى وبإمكانك إعادة بناء ما تهدم من أبنية ولكن ما يصعب إعادة بناءه هو الإنسان السوري الذي أجدبت روحه بعد هذا القحط المزمن لخمسين ثباتا شتوياً لم يستيقظ فيها أبداً.
هذا ما نحصد نتائجه اليوم ، من تخبط وتشتت وتفرق وتناطح ، هذا ما نراه اليوم على شاشات الفضائيات كل يوم.
فساد الروح أصعب بكثير من فساد الجسد لأن الأخير بيّن وظاهر للعين أم الأول فهو خفي مستتر قد لا تكتشفه إلا بعد فوات الآوان.
ليست الصورة سوداوية بالكامل كما يظن البعض ، فلولا بصيص النور المنبثق من سواد العتمة ، لما انطلقت ثورة ولما قدمت تضحيات ولما استشهد أكثر من عشرين ألفاً مخلص للوطن.
لمن الولاء اليوم!!! سؤال وجيه لا نستطيع الإجابة عنه إلا إذا وضعنا بوصلة الوطن أمامنا كي نستطيع الإجابة بدقة متناهية عن هذا السؤال.
هل الولاء للعصبية ، أم للقبيلة والعشيرة ، أم يا ترى هل هو لمن يقدم المال والسلاح ، أم هو للإيديولوجيا ، أو ربما يكون الولاء للمذهب ، ويذهب بعضهم ليقول بأن الولاء الوحيد لهم هو للدم.
قحط الروح من المواطنة هو وراء ضياع الولاء ، وقد جاء ذلك بعد أن فقد الإنسان السوري أي إحساس بأنه مواطن في بلده له من الحقوق وعليه من الواجبات ما لغيره من المواطنيين.
مما دفع الكثير من النخب والمثقفين والعقول للهجرة لأنهم افتقدوا الوطن في أنفسهم  ، وبدأت رحلتهم لاكتشاف وطن بديل يجددون الولاء له.
لمن الولاء اليوم؟؟ سؤال مهم يحتاج منا جميعا لمراجعة أنفسنا ومحاسبتها ، حتى لا نضيّع الثورة ،وحتى لا تذهب التضحيات التي قدمها الشعب السوري العظيم سدى كمن رمى حفنة تراب في مهب الريح.
نعم إن الثورة السورية اليوم مطالبة بوضع رؤية موحدة يؤمن فيها الجميع ...جميع الثائرين ...رؤية أساسها المواطنة ....رؤية بعيدة أن أي تعصب أو مذهبة أو تلوث أو فساد أو انغماس في دوامة الثأر والانتقام.
هذه الرؤية يجب أن تعلن بعد أن يتفق عليها جميع التنسيقيات والمجالس الثورية والعسكرية والسياسية ، رؤية جامعة للمواطنة في وطن واحد يتسع للجميع ...في سوريا الحضارة والإنسان.

عاشت سوريا حرة أبية

السوري الثائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق