تداعت الأمم على قصعة دماء وأشلاء الشعب السوري بدعوة من الدب الروسي والذئب الأممي ولبى الدعوة من كان يعتبرهم السوريون أصدقائهم.
خرج علينا المؤتمر بخطة عمل تدعو للانتقال السلمي للسلطة ،وكأن الشعب السوري لم يطلب ذلك منذ خمسة عشر شهر ، وكأن خمسة عشر ألف شهيد لم يسمعوا أصواتهم للعالم ، وكأن عشرات الآلاف من الجرحى والمعوقين لم تصل رسائلهم ، وكأن آلاف الأمهات الثكالى لم يصل عويلهم ،وكأن مئات الحرائر المغتصبات لم تسمع صرخاتهم.
رغم كل الآلام والتضحيات والمعاناة لم يفهم المجتمع الدولي المعادلة الحقيقية التي تجري على الأرض السورية.
بالأمس بدا جلياً أن فهم المجتمع الدولي لما يحدث في سوريا هو فهم خاطئ على مستوى واسع، وقد عبروا عن ذلك بقولهم بأن على المعارضة المسلحة يجب أن تسلم أسلحتها لكي تبدأ عملية سياسية والتفاوض على انتقال سلمي للسلطة.
هل هذا هو جوهر الأزمة السورية؟
من هي المعارضة في سوريا، هل يوجد معارضة حقيقية بالمعنى السياسي لها قاعدة شعبية فاعلة على الأرض؟؟؟؟
وإن وجدت فهل هذه المعارضة مسلحة؟؟؟
وهل جوهر الأزمة هو الصراع على السلطة بين الحكومة والمعارضة المزعومة؟؟؟
للأسف إن فهم المجتمع الدولي يتمحور بالإجابات عن هذه الأسئلة.
إن ما يحدث في سوريا هو جرائم حرب بكل معنى الكلمة، حرب بين عصابة مافيوية مسيطرة على جميع مفاصل مزرعتها وبين العبيد الذين تمردوا على أسيادهم.
هؤلاء العبيد كسروا حاجز الخوف ، حاولوا في البداية أن يطالبوا بحقوق بسيطة جدا من جلاديهم ،فانهالوا عليهم بأقسى ما يمكن من الظلم ،حتى لا يرتفع صوتهم مجددا وتنتشر مطالبهم في أرجاء المزرعة كلها ، وهذا ما حدث.
انكسر حاجز الخوف ، هذا الحاجز الذي ينقل الإنسان من إنسانيته فإما أن يجعله ملاك أو أن يجعله شيطاناً.
وهذا ما يفسر ملائكية الثوار السوريين الذين يضحون بأنفسهم على مذبح الحرية الواحد تلو الآخر وهم مبتسمين راضين عن أنفسهم ، وهذا ما يفسر أيضا همجية وقسوة وشيطانية هذه العصابة ،المنفلتة من أي إنسانية ، في ذبح هؤلاء المتمردين على سلطتهم بدم بارد.
إن هذا الفهم العميق لما يجري في سوريا هو مفتاح الحل فيها.
فالمسألة تتعلق بين قاتل سفاح مجرد من جميع القيم الإنسانية وشعب أبى أن يستسلم لجلاده.
فعن أي حكومة تتحدثون؟؟؟؟ وهذا السفاح يعيث فسادا في الأرض!!!!
لقد انجرّت الثورة في سوريا إلى الكفاح المسلح وأصبحت سلمية الثورة عبئاً عليها، فلم يعد أحد في العالم يقر بأن الثورة في سوريا سلمية ولا حتى طيف واسع من السوريين يعترفون بذلك.
وانتشر السلاح بيد الثوار في الكثير من المناطق ولكن المعركة لا تزال على أرضهم وعليهم أن ينقلوها إلى أرض أعدائهم حتى يألمون كما يألمون، فالثورة دخلت مرحلة جديدة الآن ، فلا المجتمع الدولي مستعد لمساعدتهم ولا حتى تسليحهم ولا أفق حل سياسي داخلي موجود أصلا.
لذلك عليهم سرعة الحسم كي يحافظوا على ما تبقى من بلدهم ، وحتى لا يزداد الشرخ المجتمعي أكثر من ذلك فنقع في ما لا تحمد عقباه.
إن السلاح النوعي موجود في أيدي العصابة الأسدية ويمكن سلبهم إياه فهم رغم جبروتهم ترى الضعف في أعينهم عندما تواجههم.
إن نقل المعركة إلى مراكز العدو المحتل الغاصب سيشتت قوته ويضعف عزيمته ويربك صفوفه ويضرب تماسكه.
هذا ما يجب أن تكون عليه الأمور، عندها ستتغير المعادلة على الأرض ، وعندها فقط سيلهث المجتمع الدولي لإنقاذ حلفائه من مصير محتوم.
سقطت الأقنعة وسقط معها جميع المقترحات السياسية الجوفاء الرامية لخديعة الشعب السوري الثائر.
عاشت سوريا حرة أبية

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق