بات مطلب "توحيد المعارضة " النكتة السمجة اليومية التي يسمعها السوريون منذ 16 عشر شهر حتى أصبحت هذه النكتة تذكر السوريين بشعارات البعث الجوفاء التي ظاهرها شيء وباطنها تملؤه القاذورات.
ولكن السؤال المطروح هنا : هل فعلا توجد معارضة سياسية في سوريا !!!!!!!!!!!!!!
لا يخفى على أحد بأن البعث استلم السلطة بانقلاب عسكري منذ عام 1963 المشؤوم ، وزاد الطين بلة كما يقولون عندما حدث الانقلاب الأسود عام 1970 على الانقلابيين البعثيين أنفسهم من قبل "صديقهم "حافظ المقبور حيث وضعهم بالسجن ليلاقوا حتفهم المحتوم ، ولم يكتفي بذلك بل أجرى عمليات تصفية لجميع المعارضين والسياسيين في زمنه ومنع أي حزب معارض لسلطته الغاشمة.
ولكن تطورات الأمور تطلبت منه انشاء الجبهة الوطنية التقدمية على الطريقة الروسية فعمد إلى استدعاء بعض قيادات الأحزاب الميتة ،والذي لم يتماشى معه استبدله بغيره حتى استطاع أن يفرق المفرق ويجزأ المجزء ولكنه لم يستطع أن يحيي الموتى.
هذه الأحزاب الوهمية التي شكلت ما يسمى الجبهة الوطنية التقدمية انشق عنها بعض المتحازبين لأنهم لم يأخذوا حصصهم من الثروة والسلطة التي كانت عبارة عن فتات الفتات الذي كان يرميه حافظ لكلابه.
طبعا لا ننسى أن كانت هناك بعض الأصوات المستقلة التي ترتفع هنا وهناك ومن ثم تنال عقابها بالسجن لفترات طويلة.
ويمكن أن نضيف لهؤلاء الأحزاب الكردية التي بدأت بالتشكل بعد أحداث عام 2004 في القامشلي، حيث قدم الأكراد السوريين أكثر من 400 شهيد دون أن يهتز للنظام جفن ، ولم يجد الأكراد من إخوانهم في الوطن أي ردة فعل مما دفعهم للتكتل والانكفاء على أنفسهم وإنشاء أحزاب قومية غير مرخصة تعمل بالخفاء.
إذا في مشهد يوم 15 آذار 2011 هذا التاريخ المجيد لم يكن هناك ما يسمى بالمعارضة السورية بالمعنى السياسي المتعارف عليه دولياً.
إذا عن ماذا يتحدث العالم عندما يقولون على المعارضة السورية أن تتحد!!!!!!!!!!!!
هل الجيش السوري الحر الوطني المنشق عن جيش الفتنة الإجرامي هم "معارضة مسلحة " ، كيف يمكن السكوت عن مثل هذا الخطأ السياسي الفادح الذي سببه الاعلام بنية سيئة ومبيته ، ولماذا لم يدحض المعارضون المزعومين مثل هذا الخطاء ويفندوه بالمحافل الدولية ؟ هل لأنه يخدم مصالحهم في الادعاء بوجود معارضة مسلحة وبأنهم مجرد معارضة سياسية ، بمعنى أنهم في معزل عن التصرفات التي ترتكبها " المعارضة المسلحة" !!!!
إن المجتمعين الآن في القاهرة لا نشك بوطنية أحد منهم ( ربما باستثناء شخص واحد اتحفظ عن ذكر اسمه ) ولا نشك بأنهم " كمعارضين" قدموا الكثير من التضحيات الجسام في سبيل وطنهم الحبيب سوريا ، ولكن مع احترامي الشديد لا يمكن اعتبارهم معارضة بالمعنى السياسي المشار إليه سابقاً ، حيث أن المعارضة السياسية يجب أن تكون متواجدة على الأرض لها برنامجها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأهم من ذلك كله ، وهنا بيت القصيد ، أن تكون ممثلة شعبيا ، أي أن يكون لها قواعد شعبية .
قد يتسأل أحدهم : أوليس المجلس الوطني السوري يمثل الحراك الثوري في الداخل !!!!!
أقول لهؤلاء نسيتم أن تقولوا : كــــــــان.( فعل ماضي ناقص)
للأسف لم يعد كذلك ، فاتهم القطار، لم يستغلوا هذه الفرصة الثمينة ، بل أضاعوها بغباء شديد ، لا أعرف لماذا !!!!!!!!
وعليه أقول للمؤتمرين في القاهرة، برعاية المتآمرين على الشعب السوري الثائر ، سواء اتحدتم أم لم تتحدوا فالأمر سيان بالنسبة لنا ،فوجودكم من عدمه سواء.
عاشت سوريا حرة أبية
السوري الثائر

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق