الثلاثاء، 29 مايو 2012

مقال أعجبني : علمتني الثورة السورية



علمتني الثورة السورية أن أحترمَ حرية الآخر, وحقه في إتخاذ الرأي الذي يُحب, واعتناق الفكر و الدين الذي يريد, و أن يأكل و يلبس و يغني و يمارس مختلف أوجه النشاط الإنساني كما يرتاح.
وعلمتني فيما علمتني ألا أكون شرطياً على سلوك الآخرين و معتقداتهم مهما كان ذلك الأمر مخالفاً لقناعاتي و مبادئي و قيمي الأخلاقية, كما علمتني أن حرية الفرد أمر مقدس بكل المعاني, ولا قيمة و لا معنى للحياة بدون التمتع بهذه الحرية لأنه يستحيل أن يكون الآخر على مقاس قناعاتنا مهما كانت هذه القناعات التي تظل خاصة بنا على حق أو اعتقدنا أنها الحقيقة, و ما نجزم بأنه الحقيقة الآن يمكن أن يتحول إلى كذبة خرقاء فيما بعد و ما تعلمناه في بيوتنا و منازلنا وضمن تجربتنا الحياتية لا يمكن فرضه على الآخرين, و لا بد من تعلم ثقافة الاختلاف و التنوع و ألا نشعر بالمفاجأة بأنه يوجد من يعيش بطريقة مختلفة عنّا, و أتعهد بأني لن أقوم في حياتي بفرض وصايتي على أحد بما فيهم أبنائي بعد استقلالهم أسرياً .. و ألا أكون وصائيا على أحد سواء كان ذكراً أو أنثى ..
كما أتعهد وفق مختلف الأدبيات الإنسانية و بحسب ما تعلمته من تجربة ثورة الشعب السوري أن أدافع عن حق الآخر في ممارسة حريته طالما لا يمارس عنفاً ضدّ الآخر ..
علمتني الثورة السورية أشياء أخرى و كثيرة أيضا .. فقد علمتني بأننا نحتاج دوماً لعمليات عصف ذهني و تكسير التابوهات و الخروج عن النمط التقليدي في التفكير .. و المطلوب و بعد أكثر من عام على الثورة أن نثور على أنفسنا .. قناعاتنا .. ما ورثناه و تم تشريبنا إياه ..
هذه الثورة جعلتني أعيد التفكير بالكثير من المسلمات التي تم زراعتها قسراً في مجتمع ” تلقيني ” عمل النظام على تكريس موروثاته في عصر متجدد ..
متعمداً إغلاق كل بوابات تواصل السوريين مع المجتمعات الخارجية .. بما فيها المجتمعات العربية المجاورة, لكي ننسى أن هناك طرقاً أخرى للحياة يمكن أن نعيشها غير تلك التي نحياها في سوريا.
هذه الثورة أعادت صياغة الكثير من المفاهيم .. فعلمتني أن أحلل و أن أعيد تركيب كل المعلومات, أن أسلم بأنه لا يوجد مسلمات .. بل هناك متغيرات دوماً ..
وحدها القيم الأخلاقية للإنسان تبقى, فقد تجلى واضحا أن هذه الثورة تعيد تعريف الذات و الهوية و مفهوم الوطن و الوجود و قيمة الدم و معنى الحرية و معنى الجوهر الأخلاقي .. إننا نحتاج لهذه الثورة على أنفسنا و أكثر .. لتليق بنا تضحيات الشهداء .. من أجل وطن .. نبنيه لكل السوريين ..
لقد فتحت هذه الثورة أذهان الكثير من السوريين على ما غاب عنا من أمور, فمن ميزاتها أنها أشركت مختلف الفئات الإجتماعية بمختلف الأعمار و الذهنيات و مستويات التعليم و الفهم و الإدراك في الهم العام, بعد أن كان المواطن السوري مستكيناً مستجيباً و خاضعاً لآلة التلقين, و معزولا عن عميلات التفكير و الابتكار .. بحجة أن هناك من يقوم بعملية التفكير نيابة عنه, و هناك من يقاوم عوضا عنه , و هناك من يقرر له .. فصار بعد هذه الثورة و على نطاق واسع نقاشاً حول الحرية و كيفية ممارستها و مفهوم الحقوق و الواجبات و الاستقلالية الشخصية و مفهوم السلطة و الانتخابات و الديموقراطية و الحرية الدينية و الفكرية و غيرها .. و إذ نشهد في الكثير من الأحيان تصادماً في مختلف تلك النقاشات فهذا يعود لعدم إنجاز الثورة الشاملة التي تحتاج لوقت طويل حتى تتعمق تجربتها و نحن الآن نشهد إرهاصاتها المختلفة بالرغم مما سببه إنكفاء الأقطاب الفكرية التي يمكن أن تسهم في إنارة هذا الدرب الطويل.
إن إنتهاء العنف و البدء بالميل نحو الاستقرار سوف يؤدي إلى نضوج أكبر في تعاملنا مع مفهوم الحرية, و هذا ما سيسهم في تكريس ثقافة يحتاجها المجتمع و متعطش لها .. سوريا الآن ليست بخير حتماً .. لكنها ستكون بخير حتماً , و سوف تكون حرة حتماً , و ينال كل السوريين حصتهم من منجزات هذه الثورة التي رفعت شعارها بأنها لكل السوريين و أكدت على لسان ثوارها بأن من سيستفيد منها كل السوريين بما فيهم من يمنعونا من نيل حريتنا و يقوموا بقتلنا..
كما علمتني الثورة بأن أقول ” للأعور أعور بعينو ” شريطة عدم تجاوز حدود اللياقة المتعارف عليها, و أي شخصية عامة هي عرضة للانتقاد حتماً و حتماً و حتماً .. فثورتنا تعلمنا ألا نكون ” منحبكجيين ” .. تعلمنا ألا نكون قطيعاً .. بل أن نكون أحراراً .. و لذلك .. لا لمقولة الحيطان التي لها أذان بعد الآن.. فليسمعنا من يسمعنا .. فمن هذه الثورة تعلمنا كيف تقاوم العين المخرز و كيف يواجه ثوارنا ببحة حناجرهم رصاص الدم و القتل و الإخراس ..
فالثورة تعلمنا كيف نكون .. كالشمس .. مثل الدم .. كالحقيقة .. واضحين ..
علمتني الثورة أن أصغي أكثر لصوت جدي السوري قبل مئات السنين حيث يقول الحكيم ” أحيكار ” وزير الملك سنحاريب في القرن السابع قبل الميلاد:
” يا بنيّ .. الموت خيرٌ لرجل لا راحة له .. الموت أفضل من الحياة المرّة ”
و كما أني أسمع صدى مختلطا لصرخات سوريون قدماء مع سوريون جدد و هم يرددون في وجه آلة القمع : الموت ولا المذلة ..
هامش آخير ..
ما أكثر ما يتعلمه المرء إذا ما تمعن في الثورة السورية ..
صحفي و ناشط سوري*
مؤيد اسكيف

الاثنين، 28 مايو 2012

الثورة السورية : الحرب النفسية والقوة الناعمة



من المعروف أن الحرب النفسية تهدف إلى التأثير على الجمهور المستهدف سواء بالنظم ،المعتقدات ، العواطف ، الدوافع ، المنطق ، أو سلوك . فهي تستخدم للحث أو تعزيز المواقف والسلوكيات المواتية لأهداف مطلقها.
إن هذه الأدوات بات تشكل أهمية كبيرة في عالمنا المعاصر وخاصة في إطار القوة الناعمة التي بات تمتلكها الكثير من الدول الصغيرة والعظمى ( قطر – بريطانيا ..... على سبيل المثال لا الحصر )
إن الحرب النفسية والدعاية (البروباغاندا ) المرافقة لها تهدف بشكل عام إلى شل معنويات الخصم وهدمها لكي يصل إلى مرحلة الشك في صحة أفعاله وأهدافه بما يصب في أهداف مطلقها.
القوة الناعمة هي قدرة التأثير على سلوك الآخرين وقيمهم الاجتماعية من خلال اتباع وسائل سياسية وثقافية ودعائية للحصول على النتائج التي يريدها مستخدمها.
 هذه هي الأساليب التي تتبعها الثورة وذراعها السياسي ( المجلس الوطني السوري ) في إزكاء الروح الثورية في المجتمع السوري والرفع من قيمها مثل السعي للحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وبناء وطن لكل السوريين.
-         بروباغاندا النظام
تقوم بروباغاندا  النظام على القولبة والتنميط  للأفكار و  تسمية الأشياء بغير مسمياتها و إطلاق الشعارات القومية التي تدغدغ المشاعر ( مثل الوحدة العربية وشعار دولة الممانعة) واستخدام أسلوب التكرار الدعائي (Hammer Effect) من خلال جيشها من الشبيحة (الإلكترونيين) ، والاعتماد على الأرقام والإحصائيات ونتائج الاستفتاء التي تقوم بها جهات مؤيدة ومحسوبة على النظام ، والاستفادة من آراء الشخصيات اللامعة إعلاميا أو ثقافيا أو سياسيا ، وشراء بعض الشخصيات الصحفية الدولية والإقليمية ( لا داعي لذكر أمثلة فقد باتو مكشوفين ) ، عدم التعرض للمساندين والمؤيدين وخاصة من كانوا يحظون بمكانة مجتمعية ، والتظاهر بمنح فرص الحوار والتعبير عن الرأي لجميع الاتجاهات وخاصة ما يسمى بالمعارضة الوطنية ( المصنعة بمخابر أجهزة الأمن ) ، و التأكيد على المعلومة بدلاً من المناقشة والبرهنة عليها ، ولا ننسى  إثارة الغرائز الطائفية من خلال التحريض المباشر وغير المباشر.

-         بروباغاندا الثورة
من المفترض طبعا أن يكون للثورة بروباغاندا خاصة بها تقوم على أسس واضحة ومنتظمة لتبدو كجسم إعلامي موحد يمكن الثقة به ، بحيث تشكل ذراع إعلامي بالإضافة إلى ذراعيها السياسي والعسكري.
يجب أن تكون هذه البروباغاندا مختلفة تماما عن ما يفعله النظام ، ليس لأن الثورة تمثل قيم الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية فحسب ، بل لتعطي المصداقية المطلوبة منها لأنها الطرف الأضعف في المعادلة القائمة على الأرض ، كما  يجب أن تقوم على تحرير المفاهيم الاستبدادية الممنهجة في عقلية المواطن السوري منذ أربعين عاما ، وتحرير العقل السوري الخائف من التغيير ، باستخدام أساليب النضال السلمي ،وشرح مبادئ وأهداف الثورة عبر جميع الوسائل الدعائية المتاحة للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الشعب ، واستخدام جميع الأجهزة الإعلامية المناصرة لإرادة التغيير الثورية وحتى المحايدة لنقل وجهة نظرها للرأي العام المحلي والإقليمي والدولي ، كما يمكن استخدام أسلوب التكرار للتأكيد على الثوابت والأهداف الثورية.

-         الحرب النفسية في الثورة السورية
لا شك أن استخدام أسلوب الحرب النفسية لم تقتصر على النظام وحده، وهذا أمر مطلوب من قبل الثوار في الداخل والخارج وبدى ذلك جليا من خلال مجريات الأحداث اليومية للثورة السورية ، ولكن للأسف أخفق الثوار بشكل ملحوظ في إحراز نقاط تقدم واضحة في هذا الإطار ، بل تعداه إلى وجود إخفاقات متكررة من قبل الثورة في شن حرب نفسية فعالة على النظام السوري ، وأقرب مثال على ذلك الفشل في توظيف اغتيال مسؤولي خلية إدارة الأزمة ، أو توظيف غياب السفاح بشار الوحش عن افتتاح الدورة الجديدة لمجلس الشعب بسبب خوف جهازه أمنه من البروباغاندا الثورية المتعلقة باقتراب ساعة الصفر وما رافقها من أحداث متتالية مما أفقد النظام رشده وجعله يعتقد بأن ساعة الصفر ستتم باغتيال السفاح لدى خروجه من مبنى البرلمان بشكل استعراضي المندرج ضمن بروباغاندا النظام بأن الأزمة انتهت .
لقد استطاع النظام شن هجمات تندرج ضمن هذا الإطار من خلال إطلاق الإشاعات عبر الفضاء الاجتماعي وتوظيفها لبث جرعات من الإحباط عبر النفي القاطع لتلك الإشاعات وليس آخرها نبأ اغتيال ماهر السفاح الذي كان مصدرها صفحات موالية للنظام ومن ثم انتشارها في صفحات الثورة كالنار بالهشيم.
إن عدم استغلال الحرب النفسية ضد النظام بشكل فعال يفقد الثورة القوة الناعمة التي تملكها والتي هي الآن أهم بكثير وأشد تأثيرا من أي قوة أخرى تملكها.

لذلك فالكل مدعوين سواء ثوار الداخل أو الخارج وحتى القوى السياسية ومنها المجلس الوطني السوري لوضع استراتيجيات عمل موحدة لبناء بروباغاندا موحدة للثورة تنطلق في اطار الحرب النفسية للحفاظ على القوة الناعمة الأشد تأثيرا لغاية الآن.

عاشت سوريا حرة أبية
السوري الثائر            

الجمعة، 25 مايو 2012

الدم اللبناني ............... والدم السوري


تابعت باهتمام شديد قضية اللبنانيين المختطفين في شمال حلب والتي نفى الجيش السوري الحر مسؤوليته عنها ، ولازال الغموض يلف حول الجهة المسؤولة عن عملية الاختطاف ، ولكن الملفت للنظر هو الانشغال الدولي والإقليمي بهذه العملية كأنها القضية المركزية للشرق الأوسط وتتالي الاستنكارات والشجبب الشديد  من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي والإدارة الأمريكية والمملكة العربية السعودية لهذه العملية المستنكرة أصلاً من قبل ثوار سوريا الأحرار.
وتابعت أيضا الفرح الشديد بالإفراج عن المختطفين الاثني عشر والذين من بينهم عباس شعيب القيادي في حزب الله والمتهم من قبل الجيش الحر بمسؤوليته عن بعض الأعمال التي يقوم بتنفيذها حزب الله ضد الثورة السورية مما دفع المجلس الوطني السوري الطلب من الجانب التركي الذي استلام المخطوفين بالتحقيق معهم بعد أن تم دفع الفدية المطلوبة من قبل حزب الله للخاطفين عن طريق جهة ثالثة تدعى حزب أحرار سوريا بقيادة ابراهيم الزعبي الذي كان مسؤولا سابقا عن ملف التفاوض حول قضية الإيرانيين المختطفين.
إن كل هذه التفاصيل حول عملية الاختطاف وعملية التفاوض وطريقة تسليم المخطوفين إلى تركيا وطريقة ترحيلهم إلى بيروت بطائرة سعد الحريري الخاصة ..و تصريحات نصر اللات الأخيرة حول هذه القضية وربطها بموقف حزبه من الوقوف ضد الشعب السوري والثورة السورية بالمقابل الدعم المطلق للظالم المستبد المسؤول الأول عن سفك دماء السوريين.
عند هذه النقطة أقف بألم وحسرة والدمعة تغرغر بعيني ..... نعم ........... دماء السوريين.
عندما أقارن لهفة العالم بأجمعه على دماء هؤلاء المخطوفين اللبنانيين أشعر بحسرة كبيرة على دماء شعبي ..... أهو رخيص لهذه الدرجة لكي لا يستنفر العالم أو أقله المسلمين أو أقله العرب أو أقله هؤلاء الصامتين من أهلنا وشعبنا.
هل الدم السوري لونه مختلف عن لون الدم اللبناني ، هل الدم السوري لا يملك نفس الخصائص التي يملكها الدم اللبناني لذلك استنفر المجتمع الدولي وتركيا والسعودية لإنقاذهم والإفراج عنهم.
هل المبررات التي يسوقها هؤلاء حول رغبتهم بعدم تورط لبنان بما يحدث في سوريا ، مبررات منطقية أو تدخل بعقل أي ثائر حر.
أرى سوريا أكلت يوم أكل الثور الأبيض.
أقول للآخرين الذين يتاجرون بالدم السوري سحركم سينقلب عليكم لأن هذا الدم الطاهر المبارك المقدس سيثأر لنفسه وكل من تاجر به دفع ثمنا غاليا ........... اسألوا التاريخ.
وأقول لشعبي الثائر الحر .... دمكم هو الأغلى والأطهر والأقدس فلا تيئسوا ولا تهنوا، ولا تنتظروا شفقة أحد ، ولا نظرة عطف من أحد ، فانتم الأعلون بإذن الله ، والنصر قريب ، والفجر قادم ، شاء من شاء وأبى من أبى ، لتبقى سوريا شامخة أبية مرفوعة الرأس تحلق بالأعالي فوق رؤوس أعدائها لترغمهم بأن يرفعوا رؤوسهم لأنهم الأدنى دوما.

عاشت سوريا حرة أبية شامخة
السوري الثائر

الأربعاء، 23 مايو 2012

النظام السوري وإشعال الحرائق



برع النظام السوري المافيوي في لعبة إشعال الحرائق ومن ثم إطفائها، وذلك كي يظهر بمظهر من يملك أوراق اللعبة من كافة أطرافها ، سواء أكان ذلك على الصعيد الداخلي أو على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وما حادثة اختطاف الزوار اللبنانيين في حلب أمس والملابسات التي تدور حولها ، ونفي الجيش السوري الحر التورط في مثل تلك الأعمال المدانة ، وخروج وزير الخارجية اللبناني بعد سويعات قليلة ليقول بأن الإفراج عن المختطفين سيتم بعد ساعات وبأن عملية تحريرهم في مراحلها الأخيرة ..... كل ذلك ، له دلالة كبيرة في ما يجري على الأرض بأن المستفيد الوحيد من تلك الأعمال من ظهر بمظهر المنتصر القادر على إدارة الأزمات ومعالجتها بحزم.

تلك الحادثة وغيرها تذكرنا بالمسرحيات الهزلية التي كان يخرجها النظام على مدى عقود طويلة عقيمة بات لا تنطلي على أحد ولا حتى المجتمع الدولي أصبح يصدق مثل تلك الأكاذيب السمجة.

ولكن المتتبع للشأن السوري بات يدرك أن هذا النظام يلعب الآن بأوراقه الأخيرة ولكنها الأخطر لأن إشعال التوتر الطائفي وإشراك الدول المحيطة بسوريا في هذا التوتر وخاصة لبنان الخاصرة الرخوة لسوريا ، يمكن أن يشتري القليل من الوقت للنظام كي ينجو حسب ما يعتقد .

لا يخفى على أحد أن ما يجري في لبنان اليوم من توترات طائفية متتالية بحيث لا تترك المجال للجيش اللبناني ولا للسياسيين اللبنانيين من التقاط الأنفاس لتهدئة الأوضاع بعدما أعلن لبنان الرسمي سياسته الشهيرة بالنأي بالنفس عن ما يحصل في سوريا خوفا من انتقال الحريق لكيانه المهدد أصلاً ، فلجأ النظام إلى إشعال الحريق داخل لبنان كخطوة استباقية هدفها لفت أنظار العالم عن ما يجري في سوريا باتجاه جارته المهددة لبنان وبذلك يستطيع أن يكسب أوراقا جديدة فهو يطمع بأن يفوضه المجتمع الدولي بإدارة الملف اللبناني مجدداً.

فهل ينجح النظام السوري بذلك؟؟؟!!!!!!

هل تنطلي ألاعيبه على الآخرين ؟؟!!!!

إن رصد ردّات الفعل الدولية على ما يحدث في الشرق الأوسط وخاصة في لبنان وسوريا ينبأ وبشكل ملحوظ أن أمر ما يدبر بخفاء فالتصريحات الباردة تنم عن ما ورائها.

فهل يقرأ النظام السوري ذلك ، أم أنه سيراهن على سياسة الهروب إلى الأمام عل أمراً خارقا أو معجزة إلهية تنقذه من حبل بات ملتفاً حول عنقه؟؟؟؟؟؟؟


 

يقول المثل " لا تلعب بالنار بتحرق أصابيعك " فهل من مدكر


 

عاشت سوريا حرة أبية


 

السوري الثائر

الأربعاء، 16 مايو 2012

الحرب الطائفية : هل تبدأ في سوريا ، أم بدأت في لبنان ؟؟؟


لا يخفى على أحد أن سياسية " النأي بالنفس " التي تنتهجها الحكومة اللبنانية تجاه الثورة السورية  والشعب السوري (رغم ما قدمه هذا الشعب المعطاء إلى فئة تعاديه الآن من احتضان في حرب تموز 2006 ) قد فشلت على كل الأصعدة ، ورغم أن الشعب اللبناني قد انقسم شطرين في موقفه من الثورة السورية إلا أن الشطر المناصر والذي يقوده فريق 14 آذار تأخر كثيرا في التحرك على الأرض ،مما دفع بعض الجماعات السنية في شمال لبنان إلى أخذ زمام المبادرة بمناصرة الشعب السوري الطامح إلى تحقيق الحرية والكرامة وبناء دولة ديمقراطية مدنية تعددية تكون لكل السوريين.
وهذا التشظي الظاهر للعيان بين أطياف الشعب اللبناني تجاه الأزمة السورية ، أدى إلى انفجار الوضع الداخلي الساخن أصلاً بالشمال بما يحمل من ملفات اجتماعية وسياسية وأمنية عالقة منذ عهد الوصاية السورية ، فلم تستطع الحكومة اللبنانية أن تكتم تقيتها في سياسة دعم النظام السوري في الخفاء من خلال الملف الأمني بالتحديد في مدينة طرابلس فأشعلت الشرارة في حقل من الغاز المضغوط نتيجة الاحتقان الشديد في مدينة طرابلس بين أنصار النظام السوري وأنصار الثورة السورية.
إن الأحداث الأخيرة التي حدثت في طرابلس خلقت جو من عدم الثقة في الحكومة اللبنانية التي ظهر جليا انحيازها إلى طرف الظالم على حساب المظلوم مما خلق لدى البعض ردات فعل تم تفسيرها على أنها تفريغ لاحتقان طائفي.
لكن الحقيقية والواقع يقولان أن الأمر لم ينتهي بعد، حيث أن السلاح لا يزال موجود والسياسة لم تستطع نزع فتيل الاحتقان.
إن خيار نشوب حرب أهلية في سوريا لازال مطروحا على الطاولة، ولكن نشوبها في لبنان قبل سوريا لا ينقصه سوى تحريك الجمر من تحت الرماد.


عاشت سوريا حرة أبية

السوري الثائر

الأربعاء، 9 مايو 2012

صمت شهرا ونطق الدابي كفرا

صمت شهرا ونطق الدابي كفرا

وقفت مشدوهاً أمام شاشة التلفاز وأنا استمع إلى الخبر العاجل الذي بثته الفضائيات العربية بأن القاضي الجنوب الإفريقي الشهير غولدستون يتراجع عن تقرير تقصي الحقائق الخاص ببعثة الأمم المتحدة بشأن الحرب على غزة  الذي صدر في آب عام 2009
حيث صرح "بانه يجب إعادة النظر في تقرير بعثة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، التي ترأسها للتحقيق في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 27 كانون أول 2008، والتي استمرت 22 يوماً ، وذكر أنه بات يعرف الآن ما حصل في الحرب على غزة أكثر مما كان يعرفه حين ترأس البعثة، مضيفاً «لو كنت أعرف يومها ما أعرفه الآن، لكان تقرير غولدستون وثيقة مختلفة»
وقد أشاد بما قام به الاحتلال الأسدي في إجراء تحقيقات خاصة «خلصت إلى أن المدنيين في غزة لم يُستهدفوا عمداً وبناء على سياسة محددة، وأن تلك التحقيقات أكدت صحة بعض الحوادث التي حققت فيها البعثة، وشملت حالات تورط فيها جنود على نحو فردي، إلا أنها تشير أيضاً إلى أن تلك الحوادث لم تكن سياسة تستهدف المدنيين عمداً» وأنه لم تكن هناك سياسية قتل ممنهج في قتل المدنيين الفلسطينيين"
وعقّب وزير خارجية الاحتلال الأسدي ، على غولدستون قائلا "أهنئ غولدستون على خلاصته الجديدة، وهي لم تأتي كمفاجأة لي، عرفنا الحقيقة دومًا ولم يراودنا الشك مطلقًا بأنها ستظهر يومًا"
وقد ظهر علينا اليوم الدابة أجلكم الله ،الفريق الأول الشهير بارتكابه مجازر مرعبة ضد شعبه في دافور،  بطريقة هزلية مقيتة ،ليقول بأن أغلب العنف يصدر عن مسلحين ، مما يدفع رجال الأمن السوري بالرد عليها ، وبأن عصابات الاحتلال الأسدي سحبت آلياتها الثقيلة ، اللهم ماعدا بعض المصفحات " المدولبة " على حد تعبيره والتي يعتبرها مخصصة فقط لحفظ النظام !
ومن ثم يعود فيقول مناقضا نفسه من حيث لا يدري ،بأن الدبابات في منطقة الزبداني انسحبت وتمركزت على بعد 7 كم منها.
هذا التناقض لم يقف عند هذا الحد بل تجاوزه إلى الاستفزاز حينما قال بأن العنف تناقص بشكل كبير في فترة تواجد البعثة !!!
إن أشد ما آلمني هو موقف جاء من بعثة عربية " وليست صهيونية " هذه البعثة التي يرأسها سوداني ولكن يقف خلفها وبشكل ملحوظ دور مصري مشبوه يدير بالخفاء ما يسميه خيوط اللعبة التي تؤثر على الأمن القومي " المصري "
ولا أعرف ما المقصود بالأمن القومي المصري !!!!!!!!
هل هو جزء من الأمن القومي العربي  ؟؟؟؟؟؟؟؟
هل سقوط سوريا في هاوية الحرب الأهلية يخدم الأمن القومي المصري !!!
هذه البعثة هي شاهد زور على أعمال القتل والاعتقال والتعذيب الذي يجري بحق الشعب السوري.
هذه البعثة دليل إضافي على تورط عربي في الدم السوري.
فاليسقط الدابه ولتسقط البعثة ولتسقط الجامعة العربية ولتسقط عصابة الأسد المجرمة وليعيش فقط ، الشعب السوري على أرض سوريا الحبيبة.

السوري الثائر

موقف الدبلوماسية المصرية من الثورة السورية

موقف الدبلوماسية المصرية من الثورة السورية

أمام هذا الموقف المخيب للآمال والمثير للشك من قبل الدبلوماسية المصرية تجاه الثورة السورية، أصبح واضحا وجلياً أمامنا وخاصة بعد المؤتمر الصحفي لرئيس بعثة المراقبين العرب الخاص بالوضع السوري الذي مهد له الأمين العام للجامعة الدول العربية السيد نبيل العربي في اليوم السابق للمؤتمر ،بالإضافة إلى موقف الخارجية المصرية المعلن بشكل واضح تجاه الأزمة السورية ،والذي يتماشى مع مواقف كل من وزراء خارجية الجزائر والعراق والسودان الداعمين بشكل خفي أو معلن بقاء النظام السوري لأطول فترة ممكنة، بالإضافة إلى مواقف الدبلوماسيين المصريين السابقين والحاليين الذين يربطون أمن مصر القومي بالأزمة السورية، ويتناسون أن مصر الثورة تختلف عن مصر ما قبل الثورة ، وخاصة أن نبض الشارع المصري المساند بشكل كبير لإخوانهم السوريين لنيلهم حقوقهم في الحرية والكرامة وبناء دولتهم الديمقراطية المدنية التعددية.
إننا ثوار سوريا ندعو الدبلوماسية المصرية إلى التخلي عن حذرها المفرط والإقدام على ممارسة دورها العربي الطبيعي، وأن تتفاعل مع الدور الخليجي والتركي في مواقفهما من الأزمة السوري
كما ندعو المعارضة السورية إلى ممارسة دورها السياسي الفاعل في التواصل مع جميع القوى السياسية المصرية الفاعلة على الأرض مثل جماعة الإخوان المسلمين وحزب النور وحزب الوفد وحزب الوسط وكتلة المصرين الأحرار، وائتلاف شباب الثورة المصري، وجميع القوى السياسية الداعمة للثورة في سوريا، وذلك لوضعهم في صورة ما يجري على الأرض ولممارسة الضغط على الدبلوماسية المصرية من أجل تغيير موقفها الداعم لبقاء النظام السوري.
عاشت سوريا حرة أبية

السوري الثائر

استراتيجيات المرحلة القادمة للجيش السوري الحر

استراتيجيات المرحلة القادمة للجيش السوري الحر
لا يخفى على عاقل أن ما يحصل في سوريا هو حرب إبادة بكل معنى الكلمة، وطالما أن الوضع بات كذلك أصبح من اللازم أن يقوم الجيش السوري الوطني الحر بتغيير استراتيجيته ، من حماية المتظاهرين ، إلى استراتيجية أخرى مختلفة تماما بالرؤية والهدف.
إنها استراتيجية تحرير سوريا وشعبها من هذه العصابة المافيوية المجرمة، ولو كان في قاموسي وصف أقسى من ذلك لاستخدمته لأنني لم أجد وصفاً ينطبق على هذه العصابة التي ترتكب أفظع المجازر واشنع أعمال القتل والقمع والتنكيل والتصفية والاغتيالات ،ليس بحق أعدائها بل بحق شعبها الأعزل، مع أنهم يقتلون بعض الموالين أحيانا، بغرض استخدامهم كبش فداء ،كمن يضحي بالبيدق في لعبة الشطرنج.
هذه الاستراتيجية يجب أن تعلن فورا ويجب الأخذ بعين الاعتبار الأمور التالية :
1-     تكتيك حرب العصابات :
- الهدف التكتيكي هو إنزال أكبر الخسائر في صفوف العدو ، لا تحقيق النصر عليه ، بسبب عدم تكافؤ القوى ، ولذا يجب التركيز على هذه الناحية والتدرب على أساليب الفرار .
- يجب الحذر دائما من حصار العدو، والتملص فورا من القتال عند الشعور بذلك، وعدم التمركز في نقطة معينة معروفة ومكشوفة للعدو وطبعا المقصود بالعدو هنا عصابات الأسد وشبيحته ، وللأسف نرى بأن هذا الخطأ القاتل وقع فيه الجيش السوري الحر في منطقتين : هما باب عمرو في حمص ومنطقة الزبداني في ريف دمشق ، حيث تمت محاصرتهما وقصفهما بالمدفعية والهاون والقذائف الصاروخية من أجل إجبار عناصر الجيش الحر على تسليم أنفسهم ، وطبعا الذي يدفع الثمن هنا ،هم المدنيون الأبرياء الذين احتضنوا الجيش الحر ، مما قد يضطر هؤلاء الأبطال لتسليم أنفسهم لـ "عصابات الأسد " خوفا من تساقط المزيد من الشهداء المدنيين وأغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وطبعا هذه خسارة كبيرة للجيش الحر ،كان يجب عدم الوقوع فيها.
- يجب الاعتماد التام على الحاضنة الأساسية للجيش الحر سواء بالتخفي أو بالأمداد والتموين أو الاتصالات.
- يجب أن تكون قواعد الانطلاق محصنة تحصينا طبيعيا، ومجهزة هندسيا للدفاع عنها عند اللزوم، كما يجب أن تكون متمتعة بممرات خفية سهلة للفرار ومزودة بأبواب خلفية متصلة مع شبكات التنقل.
- يجب القيام بتجهيز قواعد صغيرة حسنة الإخفاء حول منطقة الأهداف قبل الهجوم عليها حتى يمكن استخدام هذه القواعد في إخفاء المصابين مثلاً ،توطئة لنقلهم إلى مناطق أكثر أمنا ،وتجهيز المشافي الميدانية في مختلف المناطق السورية بشكل استباقي لإسعاف الجرحى بأسرع وقت.
- السرية ......الانضباط ...........المفاجأة ...........السرعة ..........الحسم.
- يفضل مهاجمة عصابات الأسد وهي في حالة التحرك، لسهولة الإيقاع بها في مثل هذه الحالة.
- يفضل الهجوم على الأهداف الاستراتيجية للعدو وذلك لأثرها النفسي الكبير ، فضلا عما تؤدي إليه من إجبار العدو على الانتشار وتوزيع قواته، وتجنب المناطق المدنية الموالية للعدو حتى لا يتم تجيشها ضد الجيش الحر.
استخدام الكمائن : والكمين هو الاختفاء في موقع جيد ينتظر تقدم العدو تحت سيطرته، حيث تقتحمه قوات الكمين بغرض إبادة العدو أو الحصول منه على أسرى أو وثائق أو أسلحة أو معدات، فضلا عن إزعاج العدو وإثارته وإرهابه بالطبع.
استخدام  الإغارة : ففي الإغارة تتقدم القوة المغيرة مراعية الاختفاء التام على طريق تقدمها نحو الهدف المختار من قبل، ثم تقوم هذه القوة باقتحام هذا الهدف بالأسلوب الذي يناسب المعلومات عنه.
وبالطبع فإن الهدف العام لكل إغارة، هو إزعاج العدو وإرهاقه وإرهابه، إلا أن لكل إغارة أهدافا خاصة أخرى قد تكون الحصول على الأسرى أو الوثائق أو الأسلحة أو المؤن أو حتى مجرد تدمير الغرض المستهدف ونسفه.
2-     الحرب النفسية : إن استخدام الحرب النفسية هي من أهم الطرق التكتيكية في المعركة وهذه الأساليب يستخدمها النظام السوري، ولكن يجب على الجيش الحر الاستفادة منها وعكسها لصالحه وابتكار أساليبه الخاصة بل والابداع فيها والتعاون مع الثوار على الأرض من أجل الاستفادة من خبراتهم ، فعلى سبيل المثال لا الحصر بث فيلم فيديو غير احترافي عن أسر عناصر من عصابات الأسد قد يكون مثير للسخرية أكثر مما يكون له الأثر النفسي المطلوب في نفوس الأعداء، حيث يجب العمل باحترافية.
3-     الحرب الاعلامية : يقال بأن "نصف الحرب هي إعلامية " ، ويجب على الجيش السوري الحر الاستفادة من التغطية الإعلامية المتاحة له على الفضائيات المختلفة لكي يستطيع أن يوصل رسالته وبشكل احترافي طبعا.
4-     قنوات التواصل : يجب على الجيش السوري الحر الاستفادة العظمى من حاضنه الطبيعي وهو الشعب السوري الثائر ، لذلك يجب عليه بناء شبكة من التواصل  بين مختلف المناطق السورية.
5-     الاتصالات : يجب على الجيش السوري الحر بناء شبكة اتصالات خاصة به مشفرة وآمنة وغير قابلة للاختراق فهذا الأمر مهم للغاية ويجب العمل عليه فورا وبمساعدة الفنيين والخبراء من الثوار.
6-     المناطق العازلة : يجب العمل على إنشاء مناطق عازلة حدودية ضيقة جدا حتى لا تتعرض للقصف من الطيران المعادي متداخلة مع حدود الدول المحيطة بسوريا مثل تركيا والعراق ولبنان والأردن.
7-     تنسيق العمليات بوقت واحد وفي جميع المناطق السورية للتخفيف على المناطق الساخنة وتشتيت قوى العدو.
8-     التسلح : عن طريق تأمين التمويل من تبرعات الشعب السوري وتأمين مصادر متنوعة للتسلح وعدم الاعتماد على مصدر وحيد لأن هذا خطأ قاتل.
كل هذه الخطوات ضرورية من أجل تنفيذ الاستراتيجية الجديدة للجيش السوري الحر من أجل تحرير سوريا من هذا المحتل الغاصب الذي احتلها على مدى أربعة عقود خلت من تاريخ سوريا الحبيبة .
عاشت سوريا حرة أبية ........................
السوري الثائر

سوريا والاستعمار الجديد في عهد الاحتلال الأسدي

سوريا والاستعمار الجديد في عهد الاحتلال الأسدي

لقد عانت البشرية منذ القدم من حالات الخيانة للوطن ، فلا يخفى عن الجميع القصص التي تشمئز لها النفوس عن خيانات مجموعات وأفراد لأوطانهم ومبادئهم وشرفهم .
ولعلي حين أذكر قصة الخائن الشهير مع نابليون ، وهو رجل نمساوي قاد الجيوش الفرنسية إلى الطريق المثالي لاقتحام مدينته، وحينما  أراد الخائن مصافحة نابليون حيث رفض وألقى إليه صرة من المال قائلاً: «يد الإمبراطور لا تصافح الخونة»! من خان مرة سيخون مرات.
وكان في تاريخ سوريا المعاصر الاستعمار الفرنسي الذي دخل على جثث المجاهدين بقيادة الشهيد البطل يوسف العظمة الذي كان يعرف تماما ماذا ينتظره من قبل الجيوش الفرنسية الجرارة ولكنه أبى كوزير حربية أن يقال أن فرنسا دخلت دمشق بدون مقاومة.
مع ذلك فقد كان هناك خونة متعاملين مع الاستعمار الفرنسي على مدى سبعة وعشرون عاما من الاحتلال، ولكن ماذا كان مصير هؤلاء الخونة!
هؤلاء العملاء يعرفون تماما أن "الخيانة خطيئة تتسم بالظلم، والظلم هو الأقسى والأعنف في استفزاز العواطف الإنسانية " والمثل العربي يقول " كفى بالمرء خيانة أن يكون أميناً للخونة " 
نعم هذا ما يحدث في سوريا الآن في أيام الاستعمار الجديد، فمن كان أمينا للخونة فهو يشرع الخيانة من بابها الواسع.
ولعل البعض يستغرب عندما أستخدم مفردة الاستعمار الجديد في سوريا لتوصيف الحالة الراهنة ، ولذلك سأشرح الوضع الراهن وأفسر لماذا سوريا ترزخ الآن تحت نير استعمار لم تعرف في تاريخها أشنع وأعنف منه على مرّ تاريخها القديم والحديث.
إن سوريا المكلومة المثخنة بالجراح تعيش اليوم في أصعب الظروف التي مرت عليها ، تعيش تحت احتلال غاشم ، احتلال لم يعرف التاريخ مثله ، احتلال من نوع جديد ، احتلال لم تعرف دولة سابقة من دول العالم مثله ، إنه احتلال عصابة الأسد لهذا البلد بجميع مقدراته وموارده.
هذا الاحتلال الغاشم أخذ سوريا رهينة على مدى أربعة عقود حيث أصبحت سوريا مجرد مزرعة يقتات منها أفراد العصابة ويسرحون ويمرحون دون حسيب ولا رقيب ، لا قانون يمنعهم ولا ديناً يلجمهم فهم القانون وهم الدين وهم يشرعون وهم يقررون ويمنعون والخير كله بيدهم حتى أمطار السماء تنزل بأمرهم ( والعياذ بالله) .
إن الوضع في سوريا ليس له مثيل في أي دولة من دول العالم ، وطبعا لا يعرف هذه الحقيقة المرة سوى الشعب السوري المغلوب على أمره ، وقد نصبت هذه العصابة هياكل دولة ونظام كواجهات تتعامل مع العالم الخارجي ، لكي يظن العالم أجمع بأن هناك نظام ودولة في سوريا ، فتراهم يتعاملون مع هذه العصابة من منطلق دولة مؤسسات ، وهذا ما يلاحظه الشعب السوري في تعامل الدول جميعها بالشأن السوري ، حيث ينظر الشعب السوري الأسير المكلوم بمرارة وحرقة ، ولسان حاله يقول ، هل من المعقول أن هذه العصابة استطاعت أن تخدع كل هؤلاء ؟؟

ولكن السؤال المهم الذي يطرح نفسه بقوة : كيف استطاعت هذه العصابة احتلال سوريا العظيمة كل هذه الفترة ؟
والإجابة على هذا السؤال تأتي من خلال معرفتنا أن هذا الاحتلال مختلف في تكوينه عن باقي أنواع وأشكال الاستعمار في العصر الحديث ، حيث أن الاحتلال الأسدي لسوريا جاء بعباءة الداخل السوري وتلطى بها وخلق له أعوانا يساندونه من خونة وعملاء وللأسف هم سوريون مثلنا ، ولكنهم آثروا دعم هذا الاحتلال ظنا منهم بأنه سيدعم مصالحهم ويساند قضاياهم ، ولكنهم ما لبثوا أن أصبحوا عبيدا لهذه العصابة يأتمرون بأمرها وينتهون بنهيها، باعوا وطنهم وروحهم.
وقد اتخذ هؤلاء العملاء العبيد أشكالا عديدة في دعم الاحتلال الأسدي في سوريا، فترى منهم المقربون المدججين بالسلاح ، وترى منهم الأبواق المطبلة المزمرة ، وترى منهم المسبحون بحمد ربهم الأكبر ، وترى منهم الخائفون الخانعون الخاشعون مطأطئي الرأس ، وترى من هؤلاء من هو أشد عبودية وأشد عمالة وصفاقة يعتمرون العمائم والقلائد يحشدون الدعم لهذا الاحتلال باسم الدين والدين منهم براء.
هؤلاء الخونة العملاء العبيد، باعوا شرفهم وباعوا دينهم وباعوا معتقداتهم وباعوا أرواحهم وأهم شيء باعوا وطنهم سوريا، بأثمان بخسة لا تغني ولا تذر.
فمن ذا الذي يبيع وطنه!!!!!!!!!!!!!!!!! وبأي ثمن!!!!!!!!!!!!!!!

ولكن نصر الله قريب، وسوريا لم تتعود يوما على الذل والهوان، والشعب السوري نفض نير العبودية عنه، وخرج عن بكرة أبيه يطالب بالحرية والكرامة المهدورة منذ مجيئ الاحتلال الأسدي ، مطالبا بدولة ديمقراطية مدنية تعددية لكل مواطنيها، الأحرار منهم والعبيد.
لأن الأحرار يعرفون تماما أن العبيد سوف يصحون ذات يوم على أنفسهم وسيستنشقون عبق الحرية وسيكسرون قيد العبودية.

أما العملاء والخونة فمصيرهم محتوم، مصيرهم مصير كل خائن لوطنه ، وأقلها الذل والهون في الدنيا قبل الآخرة.

عاشت سوريا حرة أبية

السوري الثائر


القائد والثورة

القائد والثورة

انطلقت شرارة الثورة السورية من درعا فانتشرت كالنار بالهشيم  في جميع المحافظات والمناطق السورية ،مع أن النظام الأسدي حاول جاهداً أن يخمد نارها منذ انطلاقتها ،فانتهج الحل الأمني ظناً منه أنه قادر على قمع إرادة الشعب المنتفض لكرامته ، فكان شعار " الموت ولا المذلة " هو أول الشعارات الخالدة بذاكرة الثورة السورية.
إن عدم وجود قائد للثورة كان من أحد ايجابياتها في البداية، حيث لم يستطع الجهاز القمعي الأسدي معرفة من يلهب جماهيرها ، من يديرها ، من يوجهها ، من يدفع هؤلاء الثوار كي يواجهون الموت بصدور عارية !
سؤال حير النظام كثيرا، فابتدعوا الكثير من الأوهام، قالوا سلفيين .... يريدون إنشاء إمارة في درعا ، واعتقلوا الشيخ أحمد الصياصنة ظناً منهم بأن اعتقاله سيخلصهم من شبح أوهامهم ، ولكن الذي حدث ،هو العكس تماما حيث تحولت أوهامهم إلى كوابيس، ثم قالوا إنها القاعدة ، ثم أردفوا بأنها عصابات مسلحة مجهولة الهوية والهوى.
كل هذه المحاولات الفاشلة أوصلت النظام إلى حائط مسدود ، هذا الحائط أفقد النظام عقله فأصبح ينطحه كالثور الهائج عله يستطيع كسره وتحطيمه، ولكن هيهات أن ترى من الشعب السوري انكسارا.
ومع استمرار الثورة ظهرت معارضات كثيرة استثمرت جهود شبابها وتضحياتهم استثماراً سياسياً بخساً، مستغلة عدم وجود قيادة لها، وحصلت مخاضات كثيرة لينتج عنها عدة هياكل يدعي كل منها تمثيل الثورة ، فجاءت هياكل كرتونية جوفاء ليس لها أي تأثير واضح على الأرض.
وبالرغم أن المجلس الوطني السوري كان أكثر تماسكا من غيره ، إلا أن الخلافات الداخلية أدت إلى فقدان الكثير من الثوار ثقتهم بهذا المجلس وبغيره من الهياكل الأخرى، ومع ظهور الجيش الحر بقيادة العقيد رياض الأسعد ، حاول المجلس أن يكون واجهة سياسية له على استحياء شديد مما أدى إلى فقدان الثقة بين الطرفين ، حاول المجلس رئبها لكنه لم يستطع.
إن ظهور الخلافات بين أطراف المعارضة وبين الجيش السوري الحر إلى العلن ، أدى إلى إحباط شديد لدى الثوار مما دفعهم إلى التفكير بحل لهذا التشرذم المعيب والمخجل.
فعدم ظهور شخصية قيادية بارزة إلى السطح أفقدت الثورة الكثير من زخمها ،رغم التضحيات الجسيمة التي يقدمها الشعب السوري من أجل إنجاح هذه الثورة المباركة.
واستمرار الوضع على ما هو عليه سيوصل الثورة إلى منعطف خطير جداً ، فأصبح من الضروري في هذه المرحلة ظهور شخصية قيادية تأخذ زمام المبادرة وتخرج من إطار ردة الفعل ،وتحقق أهدافها في الوصول إلى دولة مدنية ديمقراطية تعددية تعطي الحقوق إلى جميع مواطنيها دون تمييز.

والسؤال المطروح هنا : من هي هذه الشخصية القيادية ،ماهي صفاتها ، من هم أهم القادة السياسيين في العالم وكيف ظهروا وكيف قادوا شعوبهم؟
من منا لا يعرف تشي جيفارا ذاك الطبيب الذي انضم إلى الثورة الكوبية، ومن ثم أصبح رمزا ثوريا عالميا ، من منا لا يعرف مهاتير محمد ذاك الطبيب الذي قاد تحولاً ثوريا اقتصاديا في بلاده ، من لا يعرف لينين الذي قاد الثورة البلشفية وقد كان يركب قطار العودة من باريس إلى موسكو دون أن يعرف أن الثورة قد اندلعت في روسيا القيصرية.
المقصد هنا أن القائد يولد بالصدفة ،هو نفسه في البداية لا يعرف بأنه سيكون قائدا، ولكن الصفات التي يحملها في جنبات روحه تأهله للقيادة والمبادرة وتحمل المسؤولية.
القائد يسير ويتبعه مؤيدوه، القائد يتخذا القرار ولا يتردد ، القائد لا ينتظر تلقي الأوامر ، القائد يضع هدفا ويصبوا لتحقيقه بشغف يأسر المتطلعين إليه.
إن القائد يقنع الآخرين من خلال مبادرته، تواضعه ، فطنته ، ضبطته لنفسه ، شجاعته ، إخلاصه ، حكمته ، وإيثاره ، ولا ننسى حسن التخطيط والتنفيذ والمتابعة.
أنا أدعو كل ثائر حر يجد في نفسه هذه الصفات بأن يتقدم لأخذ زمام المبادرة، وأن يبدأ بالتخطيط وأن يحدد أهدافه ويسعى لتحقيقها وسيجد بأن الآخرين يتبعونه ويلتزمون أفكاره وآرائه ،وسيسعون لتحقيقها وسيقدمون الغالي والرخيص لفعل ذلك.

هكذا يولد القادة الجدد ، بالإخلاص والعمل والتفاني.

عاشت سوريا حرة أبية

السوري الثائر

حبيبتي والثورة

حبيبتي والثورة

في اليوم الذي دعت فيه صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد للتظاهر في يوم 18 شباط أمام مبنى البرلمان في دمشق  انتابني فضول شديد لأعرف ماذا سيحدث في ذلك اليوم، لذلك قررت أن أراقب الحدث من بعيد عن طريق التواجد في المنطقة عند أحد أصدقائي الذين يملكون محلات تجارية هناك، طبعا وكما كنت أتوقع لم يتواجد أحد بتاتا سوى رجال الأمن الذين غطوا المنطقة بالكامل ، طبعا سبق هذا اليوم مظاهرة في سوق الحريقة وتم اطلاق هتافا مشهورا فيها وهو " الشعب السوري ما بينذل " وقد كان شعوري ككل السوريين الأحرار رائعا لا يوصف ، ولكنني كنت اعتقد وبشدة رغم ذلك أن الشعب السوري لن ينتفض أبدا لكرامته بسبب الخوف والقمع الشديد والقبضة الأمنية المخيفية التي يمارسها النظام بحق المواطنين.
لقد دار نقاش بيني وبين صديقي في ذلك اليوم عن هذا الموضوع وقد قلت له ضاحكاً أنه يمكن أن تقوم ثورات في كل دول العالم إلا في سوريا.
وجاءت الدعوة إلى يوم الغضب في 15 آذار وانطلقت المظاهرة في دمشق من الجامع الأموي، وتم قمعها بشكل شديد بالهراوات والعصي الكهربائية ، وتم اعتقال الكثير من الناشطين الأبطال ، ولكن لم يتغير رأيي في تللك الفترة بأن الثورة لن تقوم في سوريا وبأن تلك المظاهرات ما هي إلا فلتات عابرة لن تحدث أي تغيير.
إلا أن جمعة الكرامة في 18 آذار قد أحدثت فرقا كبيرا عندما انطلقت من درعا الأبية حين قدمت أربعة شهداء لتنطلق الشرارة الأولى للثورة السورية.
هنا حدث الفرق كبير، فالنظام السوري الغبي كعادته اطلق النار على المشيعين في اليوم التالي واسقط المزيد من الشهداء فزاد هيجان الثورة اتقادا.
وعندما اقتحم رجال الأمن الجامع العمري في درعا وعاثوا فيه حرقا وقتلا ودمار ، عندها ايقنت أن الثورة قد غرست جذورها في تربة الوطن وأن اقتلاعها بات ضربا من المستحيل.
عندها فقط آمنت بأن هناك ثورة حقيقية تحدث على الأرض فتعاطفت معها ولكن حاجز الخوف لم ينكسر عندي بعد ، فكنت اتابع الأخبار بشكل حثيث دون أن أشارك بالثورة لا من قريب ولا من بعيد ، ولكن كان لدي شعور بالأمل بأن الحرية قادمة.
لأول مرة بحياتي أشعر بتعاطف كبير مع أبناء وطني ، لأول مرة أشعر بانتماء لتراب هذا الوطن ، لأول مرة أشعر بأن كل ثائر هو أخي وأبي وابني ، كان قلبي يعتصر ألماً لكل قطرة دم تراق من أجل حرية هذا الوطن.
هبت بانياس لنصرة درعا ، وهبت دمشق لنصرة حمص ، وهبت ادلب لنصرة دير الزور وهبت القامشلي لنصرة اللاذقية ...... كانت ملحمة وطنية جامعة لم أرى لها مثيل في تاريخ سوريا الحديث ، هذه اللحمة الوطنية هي أعظم مكسب من مكاسب الثورة حتى الآن ، علما بأن النظام حاول جاهدا على مدى أربعة عقود بأن يفككها ويرسخ بدلاً عنها مناطقية بغيضة مقرفة بين أبناء البلد الواحد.

وعندما ألقى الأبله خطابه في مجلس الشعب بتاريخ 30 آذار وجدت نفسي تلقائيا ثائراً من الثوار حيث اجتاحتني موجة عارمة من الغضب الشديد الممزوج بالدهشة المقهورة من سذاجة فجة غبية.
لقد ادخل هذا الخطاب الشهير الكثيرين مثلي في الثورة وفاعليتها وأنشطتها، حيث كنا مجموعة من الشباب المتنوعين مناطقيا والمتنوعين سياسيا ومنا غير المسيسين أصلاً ومنا المتدينيين ومنا الملحدين ، كان منا المؤمنين بخط الاصلاح ومنا المطالبين باعدام السفاح.
كنا نجتمع كل مساء تقريبا إن لم يكن كلنا فأغلبنا كان مواظبا على الاجتماع رغم الظروف الأمنية الصعبة، وبالنسبة لي فإن حبيبتي هي السبب وراء اندفاعي للثورة وتطلعي لأهدافها وإيماني الشديد بها.

لكل منا أسبابه، أحدنا كانت أسبابه شعوره بالظلم الشديد والقهر ، آخر شعوره بالاتماء ، وغيره شعوره بالمشاركة ، أما أنا فعندما يسألونني ما سبب انضمامك للثورة أقول لهم : من أجل حبيبتي.

كانت حلقات نقاشنا معا تتصاعد وتتخابط حسب تتالي أحداث الثورة ، والظروف الأمنية غيبت البعض منا ، واعتقل آخرين ، وتغيرت مواقف بعضهم ، واشتدت مواقف الآخر ، أما بالنسبة لي فأن حبي الشديد كان يقويني وتمسكي بحبيبتي كان يملئني إيماناً وعزيمة واصراراً بنجاح الثورة وتحقيق أهدافها في الوصول إلى دولة ديمقراطية مدنية تعددية تحقق الكرامة والعدالة والمساواة لجميع مواطنيها.
هذا الحب القوي الذي لم أكن أعرفه قبل الثورة جعلني امتلئ طاقة وعزيمة واندفاعا ، كانت حبيبتي تقويني عندما أضعف ، كانت تواسيني عندما أحزن ، كانت تقف معي دائما حتى في أصعب الأوقات وأكثرها إيلاما.
وعندما أصل إلى نقطة الصدمة تقف حبيبتي في وجهي تمد زراعها لكي تلتقطنني من بحر الهزيمة وترفعني إلى أرض النصر والثبات.
هكذا كانت حبيبتي ومازالت معي تلهمني في جميع المواقف، فعدما كنت التقي الثائرين كان طيفها معي ، أشعر بوجودها في كل مكان وعندما أضعها في نصب عيني كنت أشعر بالانتصار والزهو في كل المعارك التي كنت أخوضوها.
استطعت الصمود بفضلها في وجه التطرف والإقصاء في وجه النفاق والانكسار في وجه التزلف والعبودية.
كانت حبيبتي تقول لي دائما إن هذه الثورة هي ثورة العزة والكرامة ، إنها ثورة الحرية والانعتاق ، إنها ثورة الشعب السوري العظيم.
كنت استلهم كلام حبيبتي دائما في نقاشي مع الثائرين : فمنهم من وهنت عزيمته فيقول كفى فالنعد إلى بيوتنا فثورتنا حققت أهدافها وهاهو طريق الاصلاح قد انطلق وما تحقق كافي !!!!!!!!!!
فأقول له وماذا عن دماء آلاف الشهداء الذين سبقونا إلى طريق الحرية ، أتذهب دمائهم هدرا ؟؟؟؟؟؟
بل نحن على طريقم سائرون حتى نحقق النصر الأكيد ، ولن نخون عهدهم أبداً.
ومنهم من يقول بأن القتل وسفك الدماء يحتاج إلى رد مماثل كي تستطيع ردعه ، فأقول : أهذه هي حقا القيم التي ثرنا وخرجنا من أجلهاّ!!!!!!!!!!!!!
ألم نخرج ضد الظلم والكراهية والعدوان ، ألم نثر ضد آلة القتل والقمع والهمجية ؟
أنكون ثائرين ضد هذا كله وبعدها ننقلب إلى ما ثرنا ضده!!!!!!!!!!!!
إن ثورتنا قامت على أسس سامية قائمة على المحبة والسلام والتسامح ، ألم تروا أطفال درعا يحملون أغصان الزيتون في تظاهراتهم ، صحيح أنهم جوبهوا بالرصاص الحي واعتقلوا وعذبوا حتى الموت ورجعوا إلى أهليهم جثث هامدة ، ولكن ألم نسأل أنفسا يوما لماذا يقوم النظام بذلك؟
لماذا يرجع الجثث وآثار التعذيب والتنكيل موجود على أجساد شهدائنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إن الجواب واضح تماما : إن هذا النظام يريد أن يدفعنا إلى الكراهية والبغض والحقد ، يريد أن تمتلئ قلوبنا بالشر المستطير لكي يغيب العقل تماما وهنا توقع الكارثة.
إن حق الدفاع عن النفس هو مشروع في كل الشرائع والقوانين الدولية والمحلية ، ولكن هذا الحق لا يعني أبدا أن تقوم بالمبادرة إلى الانتقام والتدمير وسفك الدماء واغتصاب الحقوق وحرق الممتلكات ، فهنا يكون العقل غائبا والغريزة حاضرة.
إن حبيبتي تألمت كثيراً من هذه المشاهد الكريهة، تألمت وتألمت معها، بكينا معا على أشلاء شعبنا مرمية على ناصية الطرقات لم تجد من يدفنها لم تجد من يحضنها لم تجد من يوواريها تحت التراب.
تعاظمت التجاذبات بين الثوار ، وبدأت خطابات التخوين والتفرقة ترتفع ، وكنت أنا وحبيبتي ننأى بأنفسنا ونترفع عن هذه السجالات .
وظهرت تيارات كثيرة مختلفة على الساحة ، فمنهم العلمانيون ومنهم الاسلاميون ........... منهم المتطرفون ومنهم المعتدلون ........... منهم الذين يتمسكون بسلمية الحراك الثوري ومنهم من يطالب بالتسلح من أجل الخلاص .
لم أكن يوما على خلاف مع أي طرف منهم ، كانوا جميعا إخوتي لأن هدفنا واحد فما كان لأحد منا أن يكفر الآخر أو يقصي الآخر أو يخون الآخر .
كنت أقول لحبيبتي في المساء لماذا يتقاتل أبناء الوطن الواحد!!!!!!!!!!!!!!!
لماذا هذا التشرذم والخلاف فيما بينهم ، أليسوا جميعا يسعون لهدف واحد ، فكانت تجيبني وتقول لي : اصبر فأن هذا الأمر عابر ولن يؤثر على مسار الثورة  فكلهم جاءوا من رحم الثورة.
كانت تبتسم لي في كل مساء لكي تقوي من عزيمتي كي استيقظ في الصباح وكلي آمل من أجل أن أراها حرة قوية عزيزة أبية.

عاشت سوريا حرة أبية
السوري الثائر