رفعت والدولة العلوية
كانت جلستي مع ضابط سابق في سرايا الدفاع في التسعينات من القرن الماضي مذهلة بالنسبة لي من جهة المعلومات التي حصلت عليها في ذلك الوقت ، والتي كانت تتعلق بالتسوية التاريخية بين رفعت والأخ الشقيق حافظ بعد العملية الانقلابية الفاشلة التي قام بها .
تمت التسوية السياسية والمالية على أن يتقاضى رفعت مبلغ 380 مليون دولار ويتم نفيه هو وعائلته إلى دولة أوربية ولكن هذه التسوية لم تشمل كبار ضباط سرايا الدفاع .
بالرغم من هذه التسوية ، لم يتخلى رفعت أبدا عن حلمه بأن يكون ملك ملوك الدولة العلوية ، حيث استمر العمل السري لبعض رجاله المخلصين من بقايا جيشه المغوار، وبدا ذلك جليا يوم إعلان وفاة حافظ ، حيث اجتمع بعض هؤلاء وخرجوا بتوصية إلى قائدهم بأن الفرصة مواتية للانقضاض على السلطة ، وخاصة بعد الفراغ السياسي الكبير الذي تركه حافظ وعدم ملائمة بشار للحكم ، ولكن انكشاف اتصالاتهم أدى إلى إجراء تسوية جديدة بين رفعت وبشار على أن يستلم الأخير السلطة مقابل الإفراج عن ضباط السرايا من السجون وترحيل بعضهم إلى إسبانيا حيث احتفظ بهم رفعت ليوم هام قد يحتاجهم فيه.
وجاء هذا اليوم، إنها فرصة إقامة مملكة العلويين بقيادة ملك ملوكها رفعت الأسد، وهذا ما كانوا يحلمون به منذ عقود.
لقد انخفضت شعبية بشار الأسد بين العلويين بعد أن تزوج من عائلة سنية، بينما سطع نجم رفعت الذي كان يهتم بالعلويين في القرى المنتشرة على طول الساحل السوري .
صحيح أن العلويين ليسوا على قلب رجل واحد بسبب انتمائهم لعدة عشائر وخاصة منهم عشيرتي الحدادية والخياطين اللتان كانتا على خلاف كبير خاصة بعد قيام الحركة التصحيحية التي نجم عنها تصفية العديد من علويي عشيرة الحدادين ومنهم صلاح جديد ، وسطوع نجم عشيرة الخياطين والكلابية ومنهم حافظ الأسد ، بيد أن هذا الخلاف قد يتبدد عندما يدغدغه حلم إقامة مملكة خاصة بهم.
إن ما يحدث من أحداث في سوريا اليوم يدل وبشكل متزايد على غباء شديد من قبل النظام السوري ( وهذا شيء مؤكد) ولكن أيضا يشير إلى طرف خفي يشجع ويحرض ويتدخل في بعض الأحيان من أجل تنفيذ أعمال من شأنها تأجيج الفوضى وشحن الأجواء بشكل قد يؤدي بالضرورة إلى فقدان سيطرة النظام على إدارة الأزمة ويدفع بتأجيج المشاعر الطائفية التي تنادي بالتقسيم كحل ينجي هذه الطائفة من الانتقام والثأر.
لقد تزايدت هذه الدعوات في الفترة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي وبشكل ملحوظ بعد تفجيرات دمشق الأخيرة وصدرت دعوات لإقامة مملكة العلويين بقيادة القائد التاريخي رفعت الأسد.
مما يدفع للتساؤل هل عادت سرايا الدفاع للعمل في سوريا مجدداً ؟ هل الأجهزة الأمنية السورية على علم بمخططاتها وتعمل بمعرفتها ؟!!!!!
سؤال مهم جدا علينا الإجابة عليه بعد دراسة وتحليل عميق.
عاشت سوريا حرة أبية موحدة
السوري الثائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق